الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

كيف تعود طفلك على اتقان العمل !!



يبدأ اتقان العمل والتعود عليه منذ الصغر، وغرسه في نفس الأبناء، ليشبوا وجوارحهم لا تحسن إلا العمل المتقن، وهذه خطوات عملية ذكرها الدكتور سليمان مستو، نسردها بشيء من التصرف لنعود من خلالها أبنائنا على هذه الصفة لتكون من اخلاقهم المزروعة في شخصيتهم:


1- ربط كل تصرفاتنا برضا الله تعالى عنّا ورؤيته لنا: فمثلاً حين تنظف الأم شيئاً في المنزل، تقول لطفلها: ” انظر يا حبيبي كيف أتقن تنظيف هذا الطبق؟ لأن الله يحب إتقان العمل، وأداؤه على أكمل وجه وهو سبحانه يرانا ويطلع علينا وسيحاسبنا على كل شيء قمنا بعمله، هل أتقناه كما يحب ويرضى أم لا؟

ومثال اخر- هل أعجبكم طعم الغذاء؟ لقد اجتهدت في إتقانه حتى يرضى الله عنى ويحبني” وهكذا عند حضور ومشاهدة الأبناء لنا في أي عمل نقوم به.

2- لابد أن تتحقق فينا- المربين والمربيات- القدوة الحقيقية الصالحة فيما نأمرهم به من قيم،ولذلك يجب أن يرونا نحن نتقن عملنا ونحسنه.

3- من الضروري مراعاة التدرج مع الأبناء في صعوبة أو كثرة الأعمال التي نكلفهم بها، و أن تكون الأعمال المطلوبة منهم في حدود طاقاتهم وإمكانياتهم، ويستطيعون أداءها دون جهد كبير أو مشقة، وفى وقت قصير قبل أن يملوا أو يضجروا.

4-لابد أن نشرح للأطفال بالتفصيل ما هو المطلوب منهم، حيث إن كثيراً من الأطفال- بل معظمهم- لا يستطيعون بمفردهم فهم المطلوب منهم بالتحديد، عندما نعطيهم أوامر عامة مجملة.

 فمثلاً إذا قلنا لعشرة أطفال: إن المطلوب من كل واحد منكم هو ترتيب غرفته؛ فإننا سنجد إن كل واحد منهم سوف يفهم المطلوب منه على نحو مختلف، فبعضهم سوف يقوم بتجميع اللعب من على الأرض ووضعها في الخزانة المخصصة لها، وآخرون سوف يرتبون خزانة الملابس، وآخر يكتفي بترتيب السرير، بينما القليل منهم سوف يفعل كل ذلك، وكل منهم يتصور أنه أدى المطلوب.

5- ينبغى أن نبدأ بالعمل معهم ونريهم نموذجاً عملياً، ثم نتركهم يستكملوه بأنفسهم، فلابد أن يرى الطفل النموذج الصحيح لأداء العمل ثم يسير على نهجه في الأداء بعد ذلك، كما ضرب لنا المربى العظيم صلى الله عليه وسلم مثلاً عملياً في التدريب العملي للأبناء على إتقان العمل، فعن أبى سعيد الخدري رضى الله عنه قال: مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلام يسلخ شاة، فقال له: ” تنح حتى أريك، فإني لا أراك تحسن تسلخ” فأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده بين الجلد واللحم فدحس بها(مدّها) حتى توارت على الإبط، وقال: ” يا غلام؛ هكذا فاسلخ !”ثم مضى، وصلى للناس ولم يتوضأ، ولم يمس ماء.” – صحيح ابن حبان ج1 رقم: 1163 فلم يستنكف ولم يستكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقف لدى الغلام ويساعده في عمله ويسهّل له ما شق عليه، ويعلمه ما خفي عليه من إتقان السلخ، ولو كان خارجاً إلى المسجد والصلاة بالناس!! إنها يقظة المعلم وإحساس المربى بمسئولية الإرشاد والتقويم الدائم المباشر، في كل وقت، وفى كل عمل.

6- نبين لهم فائدة هذا العمل، ولماذا نطلب منهم ذلك، ونحدد لهم حوافز وجوائز تشجيعية إذا أتقنوا العمل.

7- إذا أخطئوا أو أهملوا فلا نسرع في توبيخهم، بل نعيد عليهم شرح الأمر، ونساعدهم ليتموه على أحسن وجه.

8- حين نمارس تدريب الطفل على عمل ما، علينا أن نكرره عليه وبلهجة جدية فإذا رفض نأخذ بيده لينفذ مع توجيهه خطوة خطوة، وكثرة التدريب هي الطريق الأمثل لإتقان العمل أو السلوك الجيد، ويمكن لسباق الوقت أن يحل مشكلة تقاعس الابن عن التنفيذ؛ فنضبط جرس الساعة لمقدار مناسب لإنهاء العمل،ونقول له بمرح وتحدٍّ: ” هل تستطيع الانتهاء من كذا قبل أن ترن الساعة؟” أو نتسابق:” من ينجز مهمته بإتقان أولاً قبل أن ترن الساعة؟”

9- علينا أن نكثر من كلمات المديح والتشجيع أثناء العمل، وإذا كان هناك تقصير أو إهمال بسيط فلنتغاضَ عنه، ونركز على الجوانب الإيجابية، وكذلك عندما ينتهي الأبناء من عملهم لابد من الثناء عليه بشدة، وامتداح كل الجوانب الإيجابية فيما قاموا بعمله، ولابد أن نعطيهم ما وعدناهم به، ونحدّث الناس عن إنجازاتهم الطيبة في وجودهم، فإن ذلك يرضيهم ويثبتهم على هذا السلوك الإيجابي، ويجعلهم لا يتناولون بعد ذلك عن أداء الأعمال بشكل جيد ومتقن.

هناك تعليق واحد:

mogabel يقول...

مقال رائع وفي صميم حياتنا اليومية ولو كل ابط طبق نصف هذا المقال لكنا بخير