السبت، 3 ديسمبر 2011

فن الاتيكيت – ( اختيار وتقديم الهدية )


فن الاتيكيت – الجزء الثالث
(اختيار وتقديم الهدية)

تقديم:
عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها"
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " تهادوا تحابوا" وفي رواية " تهادوا فان الهدية تذهب وحرالصدر".
مخطئ من يظن أن مردود الهدية يعود على متلقيها فقط، أنها مفتاح المحبة بين البشر، لأنها لا تدخل السعادة فقط على من يحصل عليها، ولكن مردودها سواء كان ابتسامة رقيقة أو كلمة شكر بسيطة، أو قبلة محبة، تمنح مهديها حالة هي مزيج من الرضا والارتياح لأنه نجح في إسعاد من قدم له الهدية.
ويؤكد علماء الطب النفسي نظرية ان المُهدي ايضا هو المستفيد من تقديم الهدية حيث أن هناك أشخاصاً يدمنون العطاء ومن بين مظاهر هذا العطاء شراء الهدايا لمن يقعون في دائرة اهتمامهم سواء وجدت المناسبة أم لا، وجزء من إدمانهم هذا هو الرغبة في الحصول على تلك السعادة التي تلي منحهم الهدية لمن يحبون.



 إتيكيت الهدايا
ذكرى الميلاد, ولادة طفل جديد, تخرج من المدرسة, الخطوبة, الزفاف ... كلها مناسبات سعيدة تلزمنا بتقديم هدية مميزة لأصدقائنا وأقربائنا لنشاركهم فرحتهم ونهنئهم بالمناسبة السعيدة.
فعندما يدعوك شخص لمناسبة ما فأول شئ ستفكر فيه الهدية، وليست الحفلات أو المناسبات السعيدة فقط هي التي تتطلب من الشخص تقديم الهدايا فيها، فالهدايا تقدم أيضاً لصديق إذا كان في احتياج أو اثناء عيادة مريض.
ولا بد أن تكون الهدية مميزة والأهم أن تلقى أعجاب الشخص الذي سيتلقاها، لذا نقدم بعض النصائح التي تسهل عليكم اختيار الهدية وتجعلها موفقة وممتعة.

 فن الاهداء:
في عالم الهدايا نجد أن هناك من يجيد اختيار الهدية ويجهد نفسه بالبحث عنها قبل شرائها ليقدم في النهاية هدية تعبر عنه بدقة وتناسب من يقدمها له، وهناك من يشتري الهدية دون التفكير في الشخص الذي سيحصل عليها، فيشتري الهدية من وجهة نظره هو وبما يحب أن يهدى له.
أما النوع الثالث في عالم الهدايا فهو من يشتري أي هدية دون الاهتمام بمدى ملاءمتها للشخص الذي ستقدم له، كأن يشتري مثلاً كتابا لشخص لا يقرأ، إلا أن خبراء العلاقات الإنسانية في العالم يؤكدون على أن الهدية فن وتقديمها هو الآخر فن، من شأنهما إدخال الكثير من السعادة على القلوب فقط، خصوصا إذا نحن أجدنا التحدث بلغتيهما، ولذلك قواعد نلخصها فيما يلي:.

 قواعد تقديم الهديه ..
** لابد من ادراك أن اختيار الهديه عمليه حساسه ودقيقه.
** عند اختيار الهديه لابد من مراعاه وضع المُهدي اليه ( عمره, ميوله, هواياته, جنسه, مركزه, ثقافته, المناسبه، ذوقه في الأمور المختلفة, أسلوب ونمط حياته, عمله).
** الاستفسار من الأصدقاء والمقربين منه عن الأمور التي يحبها والتي يحتاجها.
** عدم تقديم الهديه لشخص سبق ان وصلتك من شخص اخر .
** ارفع الثمن من على الهديه.
** غلف الهديه بشكل جميل ومناسب .
** اجتهد في اختيار الهديه القريبه لقلب المُهدي اليه .
** بالنسبه للورود والزهور راعي في اختيارك الالوان المناسبه.
** اختار الوقت المناسب للهديه حتى لا تعتبر الهديه بمثابه رشوه.
** أن لا نهدي شخصا ما هدية تفوق إمكانياته في حال أراد ردها - أن لا نفكر في العطور كهدايا إلا في حال تأكدنا من نوع العطر الذي يفضله الشخص المهدى إليه العطر.
** ضع بطاقه باسمك داخل الهديه ويفضل ان تكتب الكلمات بخط يدك.
** انتبه للتفاصيل الصغيرة, فمثلا لو اخترت شراء الملابس فيجب اختيار الالوان والموديلات التي يحبها والاهم المقاس المناسب, اما اذا اخترت شراء قطعة للبيت فيجب ان تلائم تصميم وديكور البيت.
** احتفال الإنسان بيوم مولده يمثل عند البعض مناسبة خاصة جداً، يودع فيها سنة، ويفتتح به سنة جديدة في مسيرة حياته، ولهذا يجب أن تكون الهدية معبرة عنه، ومكملة لشيء يحتاجه أو يحبه. وتختلف هدايا الميلاد باختلاف السن والنوع والميول.
** لا تنسى ان تصاحب الهديه (البشاشه والابتسامه والكلمه الطيبه).
** تقدم بعض الشركات او المحلات مايطلق عليه Gift card "بطاقة هدية" قابلة للشحن, توفر لك الوقت في البحث واختيار الهدية، فيمكنك اضافة تهنئة على ظهر البطاقة، و بهذه الطريقة تكون عملية شراء الهدية قد استغرقت منك دقائق معدودة, ومتلقي البطاقة يقوم باختيار هديته بنفسه وعلى ذوقه من الشركة او المحل.
** حدد الميزانية المخصصة للهدية قبل بدء عملية التسوق, لكي تكون عملية التسوق محددة وسهلة.
** أشتر الهدية من محل تتوفر فيه تشكيلة واسعة ومتنوعة من الهدايا وايضا ان يكون قريبا من بيته, بنفس القرية او المدينة التي يسكن فيها , فاذا اضطر او رغب في تبديلها فيكون الأمر سهلا عليه وبدون عوائق.
** إرسال الهدية في مناسبتها يظل الأفضل لأنها تترك ذكرى جميلة في النفس يضاف إلى معناها

 * النقود أو الهدية عينية:
** كلاهما يستخدم حسب المناسبة ففي بعض الأحيان تكون النقود أفيد، وفي البعض الآخر تكون الهدايا أنسب، ويتحدد ذلك حسب المناسبة وحسب الحالة الاجتماعية للأفراد، فلا مانع من أن تكون الهدية نقدية أو عينيه فيجوز الاثنان.

 * الورود:
هي فكرة جيدة أيضاً، وعن وقت تقديمها قبل أو بعد المناسبة:
** يمكنك إرسال الورود قبل المناسبة أو قبل الحفل أو في أثناء حالة المرض ويكون معناها في هذا التوقيت المشاركة في مشاعر الفرح أو الحزن.
** إرسالها بعد المناسبة مهما كان نوعها للتهنئة في حالة الشفاء من المرض، أو للإعراب عن الامتنان والشكر لتوجيه الدعوة لك في مناسبة ما.
** الاختلاف ليس في التوقيت فكلا التوقيتين سليم، لكن المعني هو الذي يختلف.

 *هل يقبل الطعام كهدية:
يعتمد علي المكان الذي ستذهب إليه هل هو منزل لأحد الأصدقاء أم عشاء رسمي في أحد الأماكن العامة.

 * المنزل
** من غير المستحب فيه اصطحاب هدايا من الأطعمة (الحلوى) إذا كنت ستذهب لمنزل أحد الأصدقاء لتناول العشاء أو الغذاء.
** إذا كانت هناك ضرورة لذلك عليك بسؤال المضيفة أولاً، والتفسير لذلك أن المضيف أو المضيفة تعد قائمة طعامها حسب رغبتها وعندما تقدم لها نوعاً من الحلوى ربما تكون هي أعدتها بنفسها فسوف ترغمها بذلك أن تقدم صنفاً آخر من الممكن أن يكون مكلفاً لها.
** إذا أحضرت هدية بدون سؤالها، فينبغي أن تكون الهدية بسيطة للغاية وغير باهظة التكاليف مثل: فطائر أو لتكن زجاجة مربي علي أنها تصاحبها بعض الكلمات الرقيقة منك "تذوق هذه المربي علي الإفطار فإنها لذيذة للغاية".

 * الأماكن العامة (مناسبة رسمية):
** العشاء مع الأصدقاء، من الأفضل عدم اصطحاب هدايا في الحفلات الكبيرة أو الرسمية وخاصة في حالة عدم معرفتك بصاحب الحفل عن قرب لأنه من الممكن أن يكون غير المعتاد بينه وبين أصدقائه تبادل الهدايا وعند تقديمك لهدية فأنت تسبب الإحراج بذلك للجميع.
** أما إذا كنت تعرف المضيفة أو المضيف ومن المعتاد تبادل الهدايا بينهم وبين الأصدقاء فبوسعك حينئذ تقديم الهدايا أي حسب ما هو متبع من عادات.

 في الزفاف:
** حفل الزفاف‏، من الواجب تقديم هدية للعروسين طالما وجهت لنا الدعوة لحضورالحفل، ‏سواء حضرناه أم لا.
** نوعية الهدية فتتحدد حسب درجة القرب من العروسين. فإما أن نقوم بشراء هدية بسيطة لهما تعبر عن سعادتنا بفرحهما، أو نكون على علم بالأشياء التي تنقص منزلهما فنقوم بشرائها لهما.
** أن أسلوب تقديم الهدية هو الأهم في مثل هذه المناسبات، من حيث طريقة تغليفها وحرصنا على إظهار سعادتنا بالمساهمة معهما في بدء حياة جديدة.

 الهدايا الحميمية:
**  اذا كانت الهدية بين شخصين في علاقة زواج، فلا مشكلة ايا كان نوع الهدية.
** ان هذه الهدية الحميمة لها قواعد خاصة يجدر اتباعها، منعا لأي سوء تفاهم أو لغط، خصوصا حين يكون المهدى اليه من جنسية او ثقافة مختلفة عن المُهدي.
** ألا يكون نوع الهدية مسيئا الى مشاعر الآخر واهانة لكرامته، لان الهدية هي عربون محبة وتقدير أو شكر على خدمة معينة، وحتى لا يشعر المهدى اليه بأن صاحب الهدية يحسن اليه أو يشفق عليه، من الافضل ان تكون هناك مناسبة للهدية.
** الهدايا التي نتبادلها في العمل، اذا كانت بين الزملاء فلا مشكلة، ولكن لو كانت مهداة لرئيس العمل فيجب مراعاة عدم المبالغة فيها، حتى لا تفسر على أنها نوع من النفاق.
** اذا كانت الزمالة هي الرابط، فهنا تختلف القاعدة إذ يجب انتقاء هدية من العموميات، أي تجنب كل ما يتصل بالملابس والعطور، كأن يستعاض عنها بكتاب مثلا، وان يكون موضوعه اجتماعيا أو ثقافيا أو أي شأن آخر يكون في صلب اهتمامات الشخص المهدى اليه من دون ان يتضمن اي خصوصية قد تخلق نوعا من الالتباس.
** لا نهدي كتابا فرنسيا لصاحب ثقافة عربية او انجليزية أو العكس.
** الهدية لصاحب العمل أو المدير، من الافضل ان تكون قطعة زينة لمكتبه أي اطار أو مزهرية أو إناء مزين أو مجسم يتعلّق بهواياته او طبيعة عمله.
** لا تعمد سيدة الى تقديم هدية منفردة الى رب عملها لئلا يعتبر ذلك بمثابة رشوة، بل ان تتشارك أسرة العمل في تقديمها.
** يفضل ان لا تهدى النقود الا ضمن افراد العائلة أو بين شخصين تربطهما علاقة حميمة ووثيقة على أن يوضع المبلغ في مغلّف، من دون التغاضي عن ارفاقه بكلمة تعبر عن المشاعر والعاطفة.
** على الرجل ألا يقدم الازهار للسيدة، الا اذا كانت زوجته أو خطيبته.
** إذا كنت مدعوا الى عشاء يمكنك تقديم سلة من الازهار للمنزل وليس الى السيدة وحدها، كما يمكنه شراء هدية تصلح للديكور كقطع الفضة أو علب الشوكولا الفاخرة او اي شيء لا يمكن أن يساء فهمه.

 قواعد استقبال الهديه
** بالنسبه لفتح الهديه امام الاخرين (تقدير شخصي)، لا تحرج من فتح هداياك أمام الآخرين، فإن نصف المتعة من استقبال هذه الهدايا والاستمتاع بها هو فتحها أمام الآخرين لكي يستمتعوا معك بعلامات الفرح والمرح التي تظهر عليك.
** ابدي فرحتك بالهديه امام المُهدي، مع توجيه كلمات الشكر لهم التي تكمل النصف الآخر من سعادتهم.
** شكر مقدم الهدية ويعرب له عن امتنانه وسروره حتى وإن لم تعجبه الهدية.
** الطريقة المثلي لعمل ذلك هو تجميع الهدايا كلها في مكان واحد حتى يصل الجميع، ثم يقوم صاحب الهدايا بفتحها أمام كل الأصدقاء.
** قراءة الكروت المصاحبة لكل هدية للتعبير بالشكر لمن قام بإهدائها إليه مع الحرص علي توجيه الاهتمام والحماس لكل هدية يفتحها مهما كانت قيمتها.
** إذا كانت الهدية في صورة نقود بدلاً من الهدية العينية، فلا ينبغي ذكر قيمة النقود، لكن الاكتفاء بتوجيه الشكر أو بعض الكلمات المناسبة لهذه الهدية مثل: "أنها بالفكرة الرائعة لأنني أود شراء ...".
** اذا كانت الهديه عباره عن حلويات مثلا فاحرص على تقديمها للاخرين.
** احرص على استعمال الهديه امام المُهدي.
** في المناسبات التي لا تتطلب اصطحاب هدايا مثل الذهاب لدعوة عشاء، إذا قام بعض الأشخاص بتقديم الهدايا الرمزية فلا ينبغي علي المضيف، فتحها أمام باقي المدعوين أو حتى لفت نظرهم إلي ذلك حتى لا يسبب الإحراج لهم.
** يكتفي بفتحها أمام مقدم الهدية لتقديم الشكر والتقديرله إن أمكن فتحها بدون رؤية باقي المدعوين لذلك.
** لاتنسى ان تهدي المُهدي.

 اختيار هديه المريض:
المريض وضعه يختلف عن الاصحاء في اختيار هديته فعليك مراعاة بعض الامور لتلافي الوقوع في الحرج:
** من شروط تقديم الورود والزهور للمريض أن لا تكون ذات رائحة قويه.
** يجب مراعاه عدم وجود الاسفنج.
** لا يجوز تقديم نباتات كهديه للمريض لان النباتات الحيه تسحب الاكسجين.



**** انتهى هذا الجزء وسنطرح في الجزء الرابع من فن الاتيكيت: ( اداب زيارة المريض)****

ليست هناك تعليقات: