الجمعة، 30 سبتمبر 2011

من اين نبدأ .. تقنيا



تظهر الحاجة الماسة إلى ضرورة ظهور جيل جديد من القيادات التقنية في ظل الفجوة الرقمية التي تفصل الوطن العربي عن الغرب، والتي تستوجب حث الخطا المضاعفة لتقليل الفارق، فالطرف الآخر لا ينتظر.

وتأتي عملية التركيز على تطوير الإنسان وتنمية قدراته بحيث يتمكن من توليد الأفكار، بالإضافة إلى تقديم الدعم المعنوي والمادي، لتخلق لدى الكفاءة الشابة الجرأة على الابتكار وتقديم الجديد والمفيد دائما، وفق معطيات الحياة الحديثة سريعة الايقاع.
إن القيادة التقنية الاقتصادية اليوم تستند على التخطيط والاستعداد ولكنها أيضاً تقوم على الجرأة والقدرة على تحمل المسؤولية وخوض المخاطر ويجب أن تتحلى بالمرونة والواقعية، دون الركون الى التقليد والرتابة، بل التحفز لامتلاك قصب السبق كلما دعت حاجة العمل لذلك.

تلك الجرأة التي تدفع بالقيادات الرقمية في المؤسسات والشركات الى المضي قدماً في استيعاب التقنيات الحالية والانطلاق الى التطوير والابتكار من حيث انتهى الآخرون، لا ان نبدأ تطبيق التقنية الحديثة من بدايتها، فالتخطيط السليم ينبع من دراسة التجارب السابقة واستيعابها ومعرفة مزاياها وتجنب أخطائها لنقلص من الفجوة الرقمية ونقلل من عامل الزمن المهم للحاق بالدول المتقدمة في القطاع التقني.

ان أكثر ما يعرقل حركة بعض القطاعات الصناعية والتجارية في تطبيق مفهوم اقتصاد المعلوماتية - اقتصاد المستقبل- هو البدء من الصفر، كمن يبدأ مشروعا لصناعة الهواتف ابتدأً من تلك الالة البدائية التي تنقل الصوت المتمثلة في "علبتين من الصفيح يربطهما خيط"، الأمر الذي يبقى تلك المنشأة تراوح مكانها لفترات تطيل من ابتعادها عن الركب "سريع الخطا" الى عالم التقنيات الحديثة، وعلى العكس اذا ما بدأت التجربة من حيث انتهى الاخرون، واستوعبت المنشأة مسيرة هذه التقنية ودربت كوادرها على ذلك واوجدت بداخل كيانها اقساماً للتطوير ونقل التقنية، هنا تكون المنشأة قد قطعت شوطاً كبيرا بخطا ثابته تسبق بها قريناتها.

ليست هناك تعليقات: