الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

النقش على لوحة المفاتيح





في أحد الأيام الأسرية والتي عادتاً ماتكون في نهاية الاسبوع كان من الواجب الإيفاء بوعد لصغيرتي - والتي تجتاز عامها الدراسي الأول- يتمثل في دروس تعريفية بالحاسب وافساح المجال لها لتشغيل بعض البرامج.

بدأ الدرس بتوجيه اناملها على مفاتيح التشغيل وتعريفها بلوحة المفاتيح وبين كل مرحلة من الشرح وأخرى ارسل نظراتي الى وجهها لاتلمس تعابيرها، الأمر الذي دفعني الى سؤالها مرات عدة عن فهمها لما اقول كوني لم المح تلك العلامات التي ترتسم على الطفل عند تعلمه الجديد وهضمه لمعلومة صعب فهمها، بل على العكس كان الملل هو السمة التي ارتسمت على محياها، الامر الذي اصابني باحساس قديم بأني لا اصلح ان اكون معلماً.
واثناء الشرح استقبلت مكالمة هاتفية – لم اعلم حتى اليوم ما كان محتواها – نظراً لدهشتي مما رأيت، فما ان التقط الهاتف وتركت الفأرة ( الماوس) الا والتقطتها الصغيرة وبدأت تجتاز مراحل في تشغيل الحاسب كنا سنستغرق الفترة التعليمية ذلك اليوم بكامله للوصول لها، وبدأت بتشغيل اسطوانة تعليمية والتعرف على مفاتيحها والتنقل من مرحلة الى مرحلة وسط عيناي الجاحظتان المتنقلتان بينها وبين الحاسب وكأن لسان حالها يقول خير فعل المتصل.
في كثير من الأوقات نستهين بما لدى الاطفال من إمكانات ومعلومات عن الحاسب، تلك الالة التي ترتبط مع الاطفال بعلاقة غامضة وكيمياء متبادلة وكأنها ترخي عنفوانها كونها لغة العصر لهذا الطفل فتكون سهلة الانقياد له، فالبعض من الاطفال اليوم لديه من المعلومات ما يعجز بعض الكبار عن ادراكه، بل اعرف أباء تعلموا الحاسب على ايدي ابنائهم، الذين يدرسون في المراحل الدراسية الأولية.
من حالة العشق المتبادل بين الاطفال والحاسب الالي الذي نما بفعل براعة الحاسب في اجتذاب الاطفال عبر الالعاب الالكترونية والالوان الجميلة والبرامج المشوقة ليوصلهم فيما بعد الى صلب صناعة البرمجيات.
تستوجب هذه الملاحظة التركيز على هذه العلاقة وتنميتها وتطويرها فنحن بحاجة الى مثل هذه الكوادر التي ستنهض بصناعة المستقبل.

ليست هناك تعليقات: